 
                 
ولا أزال أذكر ذلك المعلم المبتسم في وجوه الطلاب، والحنون عليهم، الذي يتعامل معهم كالأب، بل وأحياناً أفضل من الأب، ومع ذلك يبقى محتفظاً بهيبته كمعلم، ومخلصاً في رسالته كمعلم، ومحباً لمهنته، ويجبر الطلاب على احترامه حباً فيه، ويوفر بيئة مدرسية صحية، وجاذبة للطلاب.
أما النموذج السلبي من المعلمين، فيوفرون بيئة مدرسية غير صحية، وطاردة للطلاب من المدرسة، وهذا الصنف من المعلمين، يجبرون الطلاب على احترامهم، ولكن ليس حباً فيهم، بل خوفاً ورهبة منهم، والبعض منهم بتعامله السلبي هذا، قد يجرئ بعض الطلاب على التطاول عليه لفظياً وغير لفظي، ولا شك أن هذا التصرف من الطلاب تصرفاً خطأ، لأن المعلم مهما كان على سوء فهناك طرق أخرى للتعامل معه كاللجوء إلى إدارة المدرسة، أو إلى ولي أمر الطالب، أو إلى إدارة التعليم.
حقيقة ليس كل المعلمين يستحقون التكريم في اليوم العالمي للمعلم، لأن التكريم لا يكون إلا لمن يمثل هذه المهنة خير تمثيل، ويتفانى ويخلص في رسالته كمعلم، وليس المقصر والمهمل والكاره لمهنته وغير المخلص للمهنة، ولا يحسن التعامل مع طلابه.
وشتان بين معلم راق في التعامل مع الطلاب، ويحترمهم، ويمازحهم، وينتظر الطلاب قدومه للحصة، وبين معلم لا يحترم كرامة الطلاب، ويتلفظ عليهم بألفاظ نابية، وعنصرية، ويحقر منهم، ويتنمر عليهم، ويكون سبباً في كره الطلاب للمدرسة، هل هذا النموذج يستحق التكريم في يوم المعلم؟
وبعد، فإني كلما تذكرت المعلمين، ومواقفهم الإيجابية، دعوت لهم بالرحمة والمغفرة، أما النموذج السلبي من المعلمين- أصلحهم الله- فحسابهم عند ربهم.