 
                 
وأعدت قراءة ما كُتب، وصدر عن الإعلام السياحي في أعوام خلت، فوجدت البون الشاسع بين ما هو أمامي وبين ما أشاهده وأسمعه اليوم، فالموضوع ببساطة ليس بحاجة إلى تنظير، ودراسات جديدة، ومبالغات في الشرح والتوقعات.
أعتقد أن الإعلام الرقمي السياحي الجديد هو صناعة محتوى بالصوت والصورة ذكي الفكرة بسيط لمحتوى لا يتجاوز المقطع أقل من نصف دقيقة، وهناك من لديه القدرة في كتابة نص مؤثر في صحيفة إلكترونية عن معالم، وفعاليات سياحية، وإبراز مشروعات ونشاطات متنوعة، لكنها خالية من الترويج التجاري.
إنه إعلام فرضته التقنية الحديثة، أصبح بإمكان كل مواطن ومواطنة عرض مشاركاتهم بطرق واقعية جذابة، تلقى القبول والمصداقية بين الناس، كما هو موجود في بعض منصات التواصل الجيدة التي تلتزم بالقيم والثقافة والتراث والعادات.
وأعتقد أن السائح حين يفكر في قضاء إحازته يبدأ بأسئلة تشبه أسئلة الخبر الصحفي الخمسة«أين» موقع المكان؟ ثم يتبعه سؤال «ماذا» عن المواصفات الطبيعية والجمالية؟ بعد ذلك «كيف» الخدمات، الأسعار، البنية التحتية، التعامل، التسهيلات؟ وأخيرًا «متى» الحجز والذهاب والعودة.؟، وهي أسئلة يلتقطها الإعلام الرقمي بسرعة ويُحسن الإجابة عليها وتوظيفها.
وفي العشر السنوات الماضية حدثت تطورات كبيرة في مشروعات القطاع السياحي بالمنطقة، وواكب الإعلام الرقمي تلك النقلات النوعية، وأصبح بث المقاطع على مواقع التواصل الجيدة، كفيلة بإحداث تفاعل بين الناس، بعد أن طافت الأرض في غمضة عين مع التركيز على بوصلة اتجاهاتهم، مما يجعلهم يتوافدون بأعداد كبيرة على المكان المُستهدف.
وهذا دليل على التأثير القوي، في حين كان إلى وقت قريب يشترك في إعداد حلقة واحدة من برنامج سياحي تليفزيوني عشرات الفنيين ومعد متخصص ومذيع ومخرج ومساحة زمنية للبث لا يُعاد بثها إلا ما ندر، وهو ما يحدث للتحقيق الصحفي الذي يتطلب محررين لديه الخبرة، ومصورين محترفين، وطباعة وجهود أخرى حتى يتم النشر في الصحيفة الورقية بعد أيام.
وجميعنا يعلم أن الإعلام الرقمي اليوم هو ناقل بدايات اللحظات، وشاهد أحداث على مدار الساعات، يسعى إلى جذب الاهتمام من خلال صور واقعية، يجد فيها المتلقي إجابات محددة على ما يدور في ذهنه من تساؤلات.
ومنطقة عسير وهبها الله جمال الطبيعة وبيئة جاذبة في الصيف والشتاء، وتشهد في عصرنا الحاضر الزاهي مشروعات عملاقة، ولها تاريخ مشرف منذ نصف قرن في السياحة، رافقه إبداع جيل إعلامي ذهبي آنذاك صنعوا بمواهبهم وحبهم لعملهم إعلامًا سياحيًا جميلًا في الصحافة والإذاعة والتليفزيون، ونجحوا في التعريف بالمنطقة وأجوائها، والفعاليات السياحية المقدمة والمشروعات المنفذة، وشاركهم المجتمع بكل أطيافه.
وفي عصرنا الحاضر الزاهي ومن خلال الرؤية الطموحة المباركة تتواصل مسيرة بشائر الخير نحو مستقبل واعد بحول الله.
ومن هنا أقترح تخصيص جائزة سنوية عن الإعلام الرقمي السياحي خاصة بأبناء المنطقة في مجالات متعددة، ومنها أفضل منصة تواصل، أجمل صورة، أفضل عمل لمقطع فيديو، أشهر لقطة، أجود مقال، تحقيق، استطلاع صحفي، لوحة تشكيلية مُعبرة، مبادرة سياحية فردية أو جماعية، وأدعو إلى تكريم يُليق بالزملاء في الإعلام المكتوب والمرئي الذين عملوا في الثمانينيات وما بعدها في تليفزيون أبها ومكاتب الصحف ومراسلي الإذاعة، الذين ما زالوا على قيد الحياة من مسؤولين ومذيعين ومخرجين ومحررين وصحفيين وفنيين، وكذلك رادة الفن التشكيلي، وأعضاء لجان التنشيط السياحي فقد عملوا جميعا لأعوام كفريق واحد بفضل الله، ثم باهتمام ودعم حكومتنا الرشيدة حتى أصبحت مقصدًا للزوار والمصطافين.