شخصيًا كنت لا أستوعب معنى «دعها تمضي، وسامح»، كيف أسامح من صنع ذكرى سيئة لي وأثر بي بشكل سلبي؟ شعرت بخيانة لنفسي، لأني سمعت هذه الجملة بشكل سطحي ومزاج غاضب، واكتشفت معناها الجميل بعد مدة من حمل تلك الأعباء لسنوات طويلة، كانت الجملة علاجا لكل ما نحمله من سلبية لم ننتبه لها.
الذكريات والتجارب السيئة السابقة يجب أن تنظر إليها (مجرد تجربة لم تنجح)، وأن الأفراد فيها لم يكونوا متجانسين معك منذ البداية، حتى إن كانوا من عائلتك، نحن مختلفون، لا يوجد شخصان متطابقان تمامًا في هذا العالم. حاول أن ترى العلاقات الاجتماعية – بغض النظر عن طبيعتها ومستواها- إنها لعبة تجانس وتنافر، من هو سيئ في روايتك، قد يكون ملاكًا في رواية آخر، والأمر ينطبق عليك أيضًا، قد تكون ملاكًا في رواية أحدهم، وفي الوقت نفسه تكون سيئًا في رواية آخر لم تسر الأمور بينكم على ما يرام!.
هذا ليس تبسيطًا وإنما رؤية موضوعية توجز التفاعل والتواصل بين البشر. لذا لا تحمل عبء الغضب على «جال» الذكريات السيئة وأفرادها. انتهت الذكرى ورحلت عن أفرادها، تخلى عن الغضب عليهم أيضًا، أنتم فقط لم تنسجموا بكل بساطة.
أخيرًا.. اعتبر ذكرياتك السيئة «تجارب لم تنجح»، جرب من جديد واستمتع بالرحلة.