وكذلك حائل، تَحوُل حولها قلوب أهلها، وأول هذه القلوب… قلب أميرها.
حائل التي وصلتها على رأس وفد من جمعية الإعلام السياحي مشاركًا في ملتقى دراية بنسخته الثانية، الذي تنظمه جائزة الأميرة صيتة للتميز في العمل الاجتماعي، كانت كما عهدناها مدينة مضيئة بالحب والكرم، تنبض بالحياة وتُضيء دروب زائريها بالأمان والطمأنينة.
جئنا نحمل رسالة توعوية عبر ورشة بعنوان «سياحة بلا مخاطر» نهدف فيها إلى تعزيز ثقافة السلامة السياحية والارتقاء بتجربة الزائر، لكننا فوجئنا أن حائل لا تحتاج إلى دروس في هذا المجال؛ فأرضها درس، وأهلها منهج، وسلوكهم سياحة قائمة على الوعي، مزينة بالشهامة والاحتواء والكرم الذي أصبح مضرب مثل.
وقد كان من حسن الطالع، أن شرفنا بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل، الذي زار جناح الجمعية واطّلع على أنشطتها، فكان حضوره دعمًا معنويًا عظيمًا لقضية الإعلام السياحي، ولمست منه شغفًا حقيقيًا بالمكان وأهله، واهتمامًا نادرًا بالتفاصيل.
أما أهل حائل… فحدّث ولا حرج.
في كلماتهم صدق، وفي ضيافتهم عمق، وفي تعاملهم نبض وطن.
تحول حول هذه المدينة الحالمة قلوب أهلها والزائرين، في مشهدٍ يعكس أن الوفاء هنا ليس قيمة مكتسبة، بل جينات متوارثة.
ولسان حالهم جميعًا يردد:
«هنا، لا يأتي الزائر غريبًا.. بل يعود محبًا، آمِنًا، وذاكرًا».
وما يُعزز سحر حائل اليوم، هو النهضة التنموية الشاملة التي تعيشها في ظل رؤية المملكة 2030، والتي جعلت منها وجهة نابضة بالحياة، ثرية بتجربة السائح، خصوصًا في السياحة الريفية، حيث يجد الزائر في أريافها ومزارعها ومكاشيتها ملاذًا للهروب من صخب المدن، وملامسة للبساطة، والأصالة، وكرم الضيافة الحقيقي.
التنوع الجغرافي والثقافي الذي تزخر به المنطقة، إلى جانب سهولة الوصول إليها عبر القطار، أو الطرق البرية السريعة، أو مطار حائل الإقليمي، يجعل منها نقطة جذب سياحية متكاملة، قادرة على أن تقدم للسائح تجربة متوازنة بين الهدوء والمغامرة، وبين التراث والطبيعة، وبين الكرم والانضباط.
حائل ليست مجرد محطة.. بل وجهة تستقر في القلب.